صلوحة الكون
المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 الموقع : قلوب اللي يحبونــــــــــــي
| موضوع: بقايا مجموعه تصور ازمات الانسان المعاصر النفسيـــــــه الخميس يوليو 15, 2010 10:30 pm | |
| بقايا" مجموعة تصور أزمات الإنسان المعاصر النفسية
تحوي مجموعة الكاتب المغربي عبد السلام المودنى القصصية "بقايا" مجموعة من القصص التى تصور صراع الإنسان المعاصر المتأزم ذهنيا ووجدانيا مع ذاته المحبطة وواقعه المتهاوى فى الرذيلة والدنس الأخلاقي.
ففى قصته " بقايا" كما يقول د/ جميل حمداوي بموقع العرب أون لاين نلتقى مع شخصية تعانى من مرارة الفراغ واللاجدوى والاغتراب الذاتى والمكاني، وهذه الشخصية قاتلت فى سبيل الوطن من أجل استكمال الوحدة الترابية بضم صحراء الجنوب إلى البلاد، ولكنه لما عاد إلى الوطن لم يجد الوطن الذى كان يناضل من أجله، ألفاه قد تغير وصار عدما وفراغا مميتا، حتى أحلامه تلوثت بالذاكرة المثقوبة والهذيان والتآكل الذاتى والذوبان فى هوس اللاوجود والضياع الأبدي، ولم يعد يسترجع من ذاكرته سوى الأشباح والمقاتلين الأموات وحفر القبور والموت الدفين، يتلذذ بسمفيونية الحزن والموسيقا العسكرية المقيتة والبكاء على الأصدقاء الذين ارتحلوا والعلم الذى تغيرت ملامحه وأهدابه.
ومن هنا تطفح قصة "بقايا" بالسوداوية المأساوية والانهيار التراجيدى والعبث السديمى والفراغ المكاني. وتصبح الشخصية المقاتلة هنا دالا فارغا بلا معنى تقتات بالوحدة والكآبة والغربة وميسما بلا دلالة ولاوجود إنسانى حقيقي.
ويعزف الكاتب فى قصته "سقط سهوا" على نبرات الغياب والوحدة والغربة الذاتية والمكانية، ويصور فيها موظفا بسيطا بمصلحة الأرشيف بوزارة التخطيط تتغير به الظروف والأزمنة ويصبح شيخا هرما بعد أن عاش شبابه فى الطيش وملازمة الأصدقاء والمقاهى والسهر مع النساء الغربيات.
ولما ركب عقله وتزوج من للا البتول نزولا عند رغبة والديه وضعت له الزوجة ذرية طيبة تتكون من أمينة وسكينة وحمزة، بيد أن الأولاد تركوه وهجروه وتركوه وحيدا وحتى الزوجة يخالها ضمن لائحة الأشخاص الذين تركوه وحيدا مع دخانه الذى لم يستطع التخلص منه حتى فى نهار رمضان، وأضحى فى بيته إنسانا يقتات بالعدم والفراغ والوحدة التى تنهش عظامه المهترئة . لقد تغير كل شيء فى نظره: البشر والمكان والزمان، ولم يستطع التكيف مع ذاكرته المكلومة و أحس بغدر الجميع وانقضاء الوفاء.
وتبلغ المأساة مداها فى قصته "فات القطار" التى تؤشر على عبثية الحياة وطغيان القيم الزائفة وتردى المكان وتقهقر الإنسان المعاصر، يصبح الإنسان فى هذه القصة علامة للفراغ والعبث والاغتراب.
وتبلغ السخرية فى قصة "محاكمة" مبلغها من الفكاهة والباروديا عندما تصبح محاكمة الإنسان البريء لعبة فى يد القضاء والعدالة المزيفة، و من ثم، تختلط الذاكرة بالحيرة، والجد بالهزل، ويتداخل الحق بالظلم، ويصبح الإنسان المدان لعبة فى سوق المزاد والسمسرة الزائفة، وتقسو الأحكام ويعلو الظلم ويتجبر، وتنساب الأحكام بارتجال وعفوية لتضع حدا للسفاهة والإجرام ولو فى حدود الاتهام والبراءة، وتضيع الردود البريئة الضعيفة، وتقوى الإدانات والاتهامات الصارخة، لتنتهى المحاكمة بمقصلة الإعدام والموت والانتحار.
وتدين قصة "محاكمة" عبثية الحياة وتضاؤل الإنسان وتجبر الأقوياء كما تسخر القصة من سفه العدالة وميزانها الأعوج برجحان كفة الأسياد وبطش المتسلطين ذوى الجاه والنفوذ.
وتصور قصة "قلق" معاناة كاتب قلق يهرب من نكد زوجته وشقاوة أولاده ويختار مكانا قصيا ليجلس فى مقهى هادئ بيد أنه يفاجأ بشخص يقلقه بصمته الغريب وتفكيره المسترسل فى التأمل وترقب الأشياء و تحفيز الذاكرة على التخييل والإبداع .
ولكنه لم يستطع أن يكتب شيئا وأصبح القلم بين أنامل يديه عاجزا عن الإفصاح والتعبير وهذا القلق الحائر هو الذى دفعه لمراقبة ذلك الشخص الذى كان يجلس قبالة طاولته ويحدسه بعمق ويتتبع حركاته وأنفاسه راغبا فى معرفة هويته وحقيقته.
وفى الأخير، سيجد الكاتب أن الذى كان يجلس أمامه لم يكتب إلا جملة واحدة استهل بها مقاله وهى أنه لاحظ أن هناك تغييرا يحدث وأنه يلاحظ شيئا جديدا.
المصدر: محيط الأخباري | |
|
ډفـى ڛنينـي ..
المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| |
حبك يًدِفيًنيً Admin
المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 العمر : 31
| |